الشاعر القدير الأستاذ / مصطفى العايدى
النص : رسالتي إلى أمِّ لُجيْن
تم النشر بــ مجلة نبض الشعراء برقم 670
العدد السابع والستون الصفحة الأولى
★★ــــ★ــــ★★
ياَ أمَّ ُلجَيْن ...
قدْ هَلَّ المَاءُ الفضيُّ وفاض ْ
هَلْ أغنَى عَنْ لهْو زَاه ٍ
وشذَى شادٍ .. َوهَوَىً فتاَّن ،
وحِياض ْ ؟
هلْ َكانَ المَهدُ - َكما َ الْوعْدِ - علَى سُرُرٍ مِنْ وهَجٍ ورْْدِي ٍّ
أمْ حَطَّ جَناح ُ مَحَبَّتكِ على نهَرٍ آخرَ فياَضْ ؟
ياَ أمَّ ُلجَيْن .. ،
السَّكرة ُ مِثلُ الْحَسْرَة ِ ،
لاَ تأتي لِوليًّ وسَجينٍ .. بطعَامٍ َوشرَاب !
السَّكرةُ لاَ تعْصِمُ مِن عُرْي الْفِتنَة ،
أوْ تأتي بثياب ْ !
هي لاَ تفتحُ لحَسيرٍ .. ويئُوُسٍ نافذةً أبدَا
أوْ تدْنِيهِ إلى بَابْ !
ياَ أم َّ لُجين ..،
ما بالُ دَبيبُ الوَحْشةِ وحْشِي :
قاسٍ .. خلاَّب ؟
َيسْبقهُ في الهَدْأة .. قبْلَ الجَلَبةِ َطبْلٌ ِجنّي ٌُّ
و رَباب ؟
والمُرسِلُ لِهَواك ِ لمْ يَمْنََعهُ شيءٌ ِمنْ َكدَرٍ ،
أوْ دمْعٍ أوْ خوْف ٍ جارٍ .. ومَعَاد !
ياَ أمَّ لُجَيْن ..،
يا بنتَ فؤادِي .. وصَفاءَ ودَادِي ..
مَا بي مَسٌ مِنْ َسخَط ٍ أوْ مَيْلٍ عَنْ َقصْد
مَا بي مَكرٌ .. وَعِناد !
هُوَ جَمْرُ الْحَاجَة ِ حَدَّاد
والوَجدُ الصَّاعِقُ ذوُ حَبْلٍ مَدَّاد ْ !
َلوْ تدرينَ - كَماَ أدْري - ياَ أخْتاهُ :
َبرْقُ سَناهُ أسىً يَجْرِي بمَعارجَ وَمنازِلَ .. وعَذابْ !
لوْ تدْرِينَ - كما َ أدْري - آية غرْبَتهِِ ،
وترَانيمَ صَدَاه !
لوْ تدْرينَ - كماَ أدْري - نجْوَاه !
ياَ أمَّ ُلجَيْن ... ،
ياَ أخْتاه ُ ..
هَاَ .. قدْ هلَّ المَاءُ النِّيليُ وفاضْ !
َهلْ ألقتْ برَحاهَا رِيحُ الْعَاصِي ،
والمُترَبِّصِ والْعَضَّاضْ ؟
َهلْ تبعَتْ آثارَ خُطاه .. ؟
هلْ جَالتْ في خاطرهِ أفعالُ الْكَهَنةِ والفُجاَّر
أم ْ َشهِقتْ أفئدةُ النَّار لكَي تعْمَى عَنكِ الأبْصَار
ويَطوفَ النجْم ُ القدْسِيُ بعَيْنَي " لُجَيْن " السَّاهِرَتيْنِ
دُونَ مَدَار ؟
ياَ أمَّ لُجَيْن ..
َهلْ هبَّتْ حَقاً ريحُ الثوار ،
حتَّى ظهَرتْ في العتمة ِ ُشهُبٌ مِنْ حَوْبة " دِجْلَة "
وندَاءِ " فُرَات ْ " ؟
َهلْ صَعدَتْ واعْتصَمَتْ بالحِكْمَة ،
فاتَّحَدَ اللفظ ُ الْكامِنُ والَّساكِنُ .. ،
وانْسَابَ المَعنَى المُسْتخْفِي والسَّارب ُ
وانبَعثَ الشوق ُ الطينيُّ / الشَّداد ْ ؟
ياَ أمَّ لُجَيْن ..
الْحُسْنُ تزيَّنَ للْعَيْن ..
َلم ْ يَبقْ سِوَىَ ِظل ٍ لِلشَّجَرة ِ
وَجَنَى ُغصْنَيْن !
وبهَاءٍ صُوفىٍ يُرسِلُ شاهِدَه الآن
ما َ بَيْنَ غرَامٍ لفُؤاد ٍ وَيدَيْن ْ !
ياَ أُم َّ لُجيْن .. ،
مَا ظنُّ الفرْحَة باثنيْنِ .. اثنيْن ؟
ويْحَكِ .. هذا رُطبٌ دَانٍ
أم ْ عَسلٌ صَافٍ يخرُجُ ذُلُلا ً ،
منْ بيْنِ رَحِيقِِ الرُّوحِ وَزَهْرِ الْخدَّيْن ! ؟
هَاَ .. قدْ هَلَّ المَاءُ النِّيليُ وطَابَ َكمَا تَرْجينَ ..
بَانَ تمَامُ الْكَيْل ْ !
فالْعاشِقُ لَمْ يَشْق بهَواكِ ومَا َضل ّ
يا َ أمَّ لجَيْن ...،
ياَ بَهْجَة حَرْفٍ عَرَبيٍّ كَاللؤلؤِ يَسْري
ما َ ظنُ الشَّاكِي .. والشادِي للبَيْن ْ ؟
قدْ رَبِحَتْ مَعَنا أسْوَاقُ الْبيْعِ الْمَشْهُود
َورَبا َ زَادُ الْعِفةِ وَالطُّهْر !
رَفتْ أزهارُ العُمُرِ َطوِيلاَ
َواخْضوْضَرَ مَا ذبُلَ ِمن النُّعْمَىَ والْفُل ْ !
قدْ سِيقَتْ لِضُحَى وضَّاحٍ .. ذِي َطلّ
فسَجاَ مَعَهاَ قوْسُ الليل !
هَا .. قدْ َفاءَتْ ذكْرَاهَا .. ونجَتْ مِنْ رَهَق الذُّل ّ !
يَا الله ُ ..
ياَ مَنْ أوْدعَ فِي جنَّاتِ القلْبيْن مَحَبَّتَهُُ ،
وسَمَا بالأسْمَاءِ الْحُسْنَى !
يَا الله ُ ..
يَا مَنْ مَرَجَ البَحْْرَيْنِ ِ .. ،
وأوْحَى بالقُدْرةِ فانْبَجَستْ هَذِي الأسْرار
َهلْ ذَهَبتْ عَنْهَا سُودُ الأضغاث
وتبيَّنَ لِلأعْيُنِِ شَكْلُ الْقََطرِ الْعَذب ِ وجَمْرُ النَّار ! ؟
يَا رَحْمَن ُ ..
يَا مَنْ شِئتَ بمَا شِئْتَ .. فكَانَ حَدِيثُ المَاءِ
وكَانَ َنهَارٌ .. وَغمَام .. !
يَا مَنْ شفَّتْ بالرَّحْمة عِندَ مَطالعِِه أحْجَارُ الْوِدْيان
وتجَلَّى بهُدَاهُ خَلْقُ الإنْسان ..
ِزدْهَا صَبْرَا ... وَاقضِ أمْرَا ،
هَبْهَا َقدْرًا مَعلُومًا مِنْ آلَئِكَ ،
إنْ غِيضَ الْمَاءُ ونادَتْ : " يَا حَيّ " !
ياَ أمَّ لُجيْن .. ،
َستكُونُ ُلجَيْنُ بشَارَةَ حُبٍّ لِلدُّنياَ
وسَمَاءَ عَطاياَ .. ،
َستكُونُ مَسَرَّة عُمُرٍ مُخْضَرٍّ
وبَلاغاً ِللْكَوْن ِ .. وَقُرَّةَ عَيْن ْ ! .
شعر
مصطفى العايدي
يسعدنا مشاركتكم معنا ووضع لايك للفيديوهات التي وضعت بالقناة
بالضغط على رابط قناة ملتقى الشعراء والمبدعين العرب على اليوتيوب
https://www.youtube.com/playlist?list=PLSUGt4T3rT4ZToGavfJ_o-47iBzzbYFr_
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسعدنا زيارتكم بالمرور على المنشورات والفيديوهات التي تم نشرها
على الموقع الخاص بنا على تويتر بالضغط على الرابط
https://twitter.com/khaleda33127243
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم توثيق النص بـ عشاق الكلمة لتوثيق القصائد والخواطر
برقم 4110 بتاريخ 21 / 11 / 2021م
التوثيق خاص
بـ أعضاء ملتقى الشعراء والمبدعين العرب فقط
https://www.facebook.com/oshaq.elkelmaa/
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم نشر النص بــ مجــلة الــرواد
https://www.facebook.com/magazine.rwad/
ــــــــــــــــــ
رابط النص بـ ملتقى الشعراء والمبدعين العرب
https://www.facebook.com/groups/784676328598944/posts/1573722499694319/
☆☆☆☆☆☆
خاص بالأعضاء بـ القناة على اليوتيوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق