الشاعر القدير الأستاذ :
Mohamedabdallatif Alghabra
النص : من أنتِ ..!؟
تم النشر بالمجلة برقم 214
تم النشر بالمجلة برقم 214
.....................
يسألني كل مرة من أنتِ ...!!!؟
حسنا سيدي ...
انا إمرأة من العقد الحجري
من المدن العتيقة بأرصفة و جسورٍ
قديمة ...
قلوب منازلها من طوب و حجر ...
لا تحوي مدفأة ...
لا زلتُ أفترش الحطب ليتدفى النبض
من صقيع غربتي ...
و ألبس جبة طويلة سوداءاً بالية تزحف
بالأرض لتلملم غبار الذكريات ...
من مدينة الأحلام أنا ...
شوارعها عارية ...
باردة بلا رصيف و لا حديقة و لا بركة
سفرٍ
أرى بها ملامح شجني ...
مازلتُ بضفائري الطويلة اتباهى بجدائل
طفولتي لم تشب بعد لأصبغها ...
أبي بسيط القلب ...
جميل الوجه ...
حزين الثغر ...
نذهب سوياً لمقهى حينا دون زجاج
و لا مرايا او حتى نادل أنيق ...
يقدم لنا قهوة فاخرة بفنجان من عاج ...
هناك فقط سجائر أبي و عطر جسمه المسكي
الطيب ...
لازلتُ أشهقُ من شمس الفجر ..
رائحة القمح الشهي و هي تُبارك العجين
بأنامل أمي ...
مازلتُ أرتدي خصلات الصباح بالطريق ...
و أوزعُ إبتسامات عفوية على كل عابرٍ
ألقى
على رأسي وردة و كف تحية ...
مازلتُ ألهو بين زهور جارنا العجوز
و أقطفُ خلسة رحيقاً و أمنية ...
قديمة جداً انا يا سيدي لا أصلح
لحكايات الحب
و موسيقى العشق و المطر ...
أتسلل بين كتب التاريخ و الأدب
اضم حروف النداء و الرثاء و الشجن ...
و أكتب بصمت وجع العابرين ...
هذه أنا .
بقلم ..
محمدعبد اللطيف الغبرة
تم التوثيق بـ عشاق الكلمة برقم 2868 بتاريخ
26 / 03 / 2020 م
https://www.facebook.com/oshaq.elkelmaa/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق