الشاعر / مصطفى محمد كبار
النص / مدافن الروح
تم النشر برقم 980 بــ مجلة نبض الشعراء الأدبيــة
العدد الثامن و التسعون الصفحة الأولى
★★ــــ★ــــ★★
مدافن الروح
في ذاك المدى
البعيد
خلف متاهات الخيال
لي حكاياتٍ بوحشتها ترنو
بلون الضباب
تتناثر أرواح الراحلين
بكائاً و عويلا
و هناك إمنيات راحلة قديمة
في السراب
و دموعٍ تعنُ وجعاً خلف
التي ماتت قتيلا
و الوهم و كأنه ضاربٌ مناحره
بكل الجهات
لي ألف صلاة بالحزن دون
سجودٌ
و ذكريات القبل بلحظاتها الحلوة
و النهدُ الثقيلا
هناك إبتسامة الحلم الوحيد
بقيت ورائي تشهدني
تتراقص بين براعم الطفولة
ك بديلا
فتشدني إليها وجع الحنين
تكسرني الأنينَ
تشدني ذكرى الأيام الراحلة
و كل السنينَ
يا أيتها الطيور الراحلة للبعيد
البعيد
دلني على طريق الصباح
في عجلٍ
فلم يعد هناك بأوجاعنا
شيءٌ
أسمه مستحيلا
دعيني أستشرق منكِ بهجة
السنابل الصفراء
لأغدو مع الوردة برقصة
الفراشات نهاراً
جميلا
دعيني أفتح نافذة صدري
للعصافير
كي أبدو بصورة الحب للذكريات
ك حديقة الحياة
أو كصحراء قافيتي أسرق من
الوقت ظلَ النخيلا
خذيني لديار الغيم بأجنحة
الريح
كي أشرق بضوء الشمس على
الغائبين براحتي
قليلا
فمازلت أهوي هنا متضجراً
بمر الفراق بأضرحة
الأحلام
مازلت أرشفُ حزني من
كأس النبيذ خمورا
هنا ينقصني لون وجهها
و دفء العناق
و ثغرٌ قد ضاع منه لمسات
العشق و التقبيلا
أرتجفُ حجراً من بوردة الوحدة
ساهياً
أجالس عتمة الجدران دون
أملٍ ..... ببؤسي
وحيداً أكتب كلمات مبعثرة
من الضجر بالقصيدة
فوضويٌ أنا بلغة أوجاعي
و لا أُجيد التجويد و لا
الترتيلا
فأشعر و كأني مثل هذا الهواء
خاسراً ألواني
لا أنتمي لهذا المكان و لا
لعناوينِ
ربما تكون الكآبة قد أورثتني
حزنها
أو ربما كان شيئاً خفياً
يجبرني على السقوط
حينما أطاحت بالروح وجع
الهلاك نكيلا
فأنا كالغيبِ في منابع السماء
أرسو بجرحي باكياً
بنكاساتي
فحسبي من الطعنات بالله
وكيلا
لا أستطيع التخيل حتى .؟
شكل ضحكة
فالآلام أسقطتني و هشت
عظامي كالرمل
و العمر راح يجرني ورائه
كالقتيل بخيبته
حتى حسبتُ بأني حجرٌ
بجدران القبور المنسية
الكفيلة
فلا تسكنني راحٌ بمساكني
المهدومة
و لا تشفق بحالي لعنة
الآلهة الثملى
و لإني لست أخون
أحداً
تجرفني الأيام لشتاتٍ
بعيد بمواجعي
فأنا
ك جثةٍ هاربة من مر الموت
لدار الشقاء
أشدُ مرارة منها صور
الذكريات
و دموعٍ تقطعني خلف
الرحيلا
و الشعر دونَ الأنصافِ
وحده
بقي هو ساحتي الأخيرة
بهذه الحياة
فلا أثر لمدافن الروح
التي ماتت
إلا نوح قصيدتي بسيرتها
فعلى السنين أن تعيد
ذاكرتي
كي أجمع بقصيدة
واحدة
كل مفرداتُ أحزاني
فالقصيدة أصبحت من بعد
الخذلان
وحدها ...... هي السبيلا
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا......... 2023/11/2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق